كانت تسلا تخطط لإطلاق سيارة جديدة منخفضة التكلفة بقيمة 25,000 دولار أمريكي، وهو سعر أقل بكثير من تكلفة طراز تسلا موديل 3 الذي يبدأ من 40,630 دولار أمريكي والذي يُعد حالياً أقل طراز من حيث السعر لدى الشركة.
ومؤخراً، أعلن إيلون ماسك أن سيارة تسلا الميسورة بسعر 25,000 دولار ليست ضمن الخطة الحالية، وهو تصريح قد يخيب آمال العديد ممن كانوا يتطلعون لاقتناء سيارة تسلا بأسعار معقولة في المستقبل القريب. ويبدو أن إنتاج سيارة تسلا بأسعار منخفضة يعتمد الآن على مدى قدرة الشركة على التغلب على التحديات الكبيرة للوصول إلى المستوى الخامس من القيادة الذاتية الكاملة، وهو هدف كان ماسك قد أشار إليه بشكل غامض منذ سنوات.
كانت فكرة سيارة تسلا بسعر 25,000 دولار (والتي أطلق عليها الإعلام اسم "تسلا موديل 2") مطروحة منذ عام 2018، إلا أن أياً من هذه الخطط لم يتحقق فعلياً، باستثناء بعض النماذج المؤهلة للحصول على إعفاءات ضريبية. وفي مكالمة أرباح أخيرة، تم توجيه سؤال لماسك مباشرة حول موعد إطلاق سيارة تقليدية من تسلا بسعر 25,000 دولار غير مخصصة للروبوتاكسي، فرد بتردد قبل أن يوضح أن مستقبل السيارات سيكون معتمدًا بالكامل على القيادة الذاتية، وتحدث لأكثر من دقيقة حول أهمية القيادة الذاتية، وكيف أن تسلا تتبنى هذا التوجه منذ سنوات، مشيرًا إلى أن تسلا "سايبر كاب" - سيارة الأجرة ذاتية القيادة - تعد نموذجًا ثوريًا.
وكان ماسك قد صرح في "يوم البطارية" عام 2020 أن تسلا ستتمكن من تقديم سيارة كهربائية ميسورة وذاتية القيادة بسعر 25,000 دولار في غضون ثلاث سنوات. لكن لم يكن واضحًا في ذلك الوقت، وربما حتى ماسك نفسه لم يكن يعرف، أن هذه السيارة ستكون مركبة ذاتية القيادة بالكامل بدون عجلة قيادة أو دواسات، مثل "سايبر كاب".
ويبدو أن وجهة نظر ماسك الحالية تتلخص في أن جعل السيارة قابلة للقيادة يدويًا لن يواكب أهمية السيارة ذاتية القيادة بالكامل. ورغم أن هذه الفكرة قد يكون لها ما يبررها، إلا أنها تعني أيضًا أن إطلاق أي مركبة من هذا النوع سيتأخر لحين تحقيق المستوى الخامس من القيادة الذاتية – وهو تحدٍ يعتقد العديد من الخبراء أنه قد يستغرق عقدًا أو أكثر. وحتى إذا نجحت تسلا في إتقان التقنية، فستبقى أمام تحديات قانونية ضخمة، إذ من غير المتوقع أن تحصل المركبات ذاتية القيادة بالكامل على الموافقات القانونية بسهولة في الوقت القريب.
تثير هذه التصريحات تساؤلات حول مستقبل سيارات تسلا القادمة؛ فبينما تؤكد الشركة على تقنية القيادة الذاتية، قد يطرح البعض تساؤلاً حول الجدوى من إنتاج الجيل الثاني من تسلا رودستر إذا كانت "القيادة الذاتية هي المستقبل". فالسيارة الخارقة بدون عجلة قيادة أو دواسات لن تكون مرغوبة للكثيرين.