استوحى الباحثون ديناميكيات طيران الطيور لتطوير تحسينات مبتكرة على أجنحة الطائرات، حيث أثبتت الألواح الشبيهة بالريش، التي تحاكي الريش المخفي في أجنحة الطيور، قدرتها على تحسين الرفع، تقليل السحب، ومنع التوقف المفاجئ للطائرات.
تهدف هذه الابتكارات، المستوحاة من آليات الطيران لدى الطيور، إلى تعزيز كفاءة وسلامة الطائرات، خاصة خلال المناورات الدقيقة مثل الهبوط أو الطيران في ظروف جوية مضطربة. وتشير نتائج الأبحاث إلى تطبيقات واعدة لهذه التقنية في مجالات الطيران التجاري والطيران المتخصص.
وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، تم اختبار الألواح خفيفة الوزن التي تحاكي الريش المخفي على نماذج أجنحة طائرات في نفق هوائي. أظهرت النتائج تحسنًا كبيرًا في تدفق الهواء حول الأجنحة، مما أدى إلى زيادة الرفع بنسبة تصل إلى 45% وتقليل السحب بنسبة 31%. وعلى عكس رفارف الأجنحة التقليدية التي تُدار يدويًا بواسطة الطيارين، تتميز هذه الألواح المستوحاة من الطيور بقدرتها على التكيف تلقائيًا مع زاوية الهجوم العالية، التي غالبًا ما تسبب فقدانًا مفاجئًا للرفع.
وأوضحت المهندسة "إيمي ويسا" من جامعة برينستون في تصريح لمجلة Science News Explores، أن تصميم هذه الألواح لا يعتمد على أنظمة تحكم ميكانيكية، بل يستجيب تلقائيًا للظروف الديناميكية الهوائية. كما أن وضع عدة صفوف من الألواح عبر الجناح، بدلًا من اقتصارها على المقدمة أو المؤخرة، ساهم في تعزيز الرفع عن طريق الحفاظ على تدفق هوائي ثابت ومنع اضطراب الهواء عالي الضغط عند نقاط حرجة.
وأظهرت الاختبارات التي أُجريت على طائرات يتم التحكم فيها عن بُعد أن هذه التقنية حسّنت استقرار الطيران، خاصة في الأجواء العاصفة أو على مدارج قصيرة. وشدد الباحثون على أن هذا التصميم يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في مواجهة التحديات المرتبطة بالطيران، حيث تُعتبر الكفاءة والتحكم الدقيق عاملين أساسيين.
من خلال تبني مفاهيم مستوحاة من الطيور، يسعى المهندسون إلى تطوير طائرات أكثر سلاسة واعتمادية في ظل ظروف صعبة. وتعكس هذه الابتكارات الإمكانات الهائلة التي يوفرها دمج العلوم البيولوجية مع تقنيات الطيران الحديثة، ما يمهد الطريق لتكنولوجيا مستقبلية أكثر تطورًا وفعالية.