على مدى سنوات طويلة، اكتسبت محركات V10 مكانة خاصة في عالم السيارات، إذ ارتبطت ببعض أشهر الطرازات في التاريخ. فقد استخدمتها سيارات بارزة مثل Lexus LFA ذات الصوت الفريد، وPorsche Carrera GT بطابعها الوحشي، إضافة إلى إرث Lamborghini في طرازَي Gallardo وHuracán، وأناقة Audi R8، والقوة الهائلة في Dodge Viper. هذه النماذج مجتمعة شكّلت هوية هذا المحرك ورسّخت صورته كأحد أكثر التكوينات إثارة ومتعة، رغم اختفائه تقريباً من الجيل الحديث.
هناك سحر خاص في صوت محرك V10 عند العمل بأقصى طاقته؛ فهو ليس مجرد نتيجة هندسية، بل ظاهرة صوتية لافتة. وقد تعاونت جهات مختلفة، مثل Yamaha في مشروع LFA، لصناعة نغمة محرك تُعد من الأكثر تميزاً في عالم السيارات. كما درس المختصون هذا التكوين مطولاً، خاصة في محركات الفورمولا 1 القديمة التي وصلت سرعتها إلى 20,000 دورة في الدقيقة، ليتبيّن أن عدد الأسطوانات يخلق ترددات متناغمة تنتج صوتاً يملك طبيعة موسيقية محبّبة للأذن.
بعيداً عن الجانب العاطفي، جاءت محركات V10 كحل وسط بين V8 وV12: قوة أعلى من الأولى، وتعقيد ووزن أقل من الثانية، مع قدرة على الدوران العالي جعلتها خياراً مثالياً للحلبات ولسنوات طويلة في الفورمولا 1. ومع ذلك، فهي لا تخلو من العيوب؛ إذ تعاني من اهتزازات خاصة بها، وتحتاج أحياناً إلى أنظمة توازن إضافية، كما أنها أثقل وأقل كفاءة مقارنة بالمحركات الحديثة الأصغر حجماً أو المزودة بشواحن تيربو وتقنيات هجينة. ومع تطور الصناعة بات التركيز موجهاً نحو الكفاءة والانبعاثات المنخفضة، مما قلّص حضور محركات V10 في السيارات الجديدة. ورغم هذا التراجع، لا يزال هذا المحرك يحتفظ بمكانته الرمزية، سواء في صوت LFA الشهير أو في محركات الفورمولا 1 التي شكّلت جزءاً من ذاكرة عشاق السيارات، ليبقى الـV10 رمزاً لفترة مميزة يصعب أن تتكرر.