بينما يركز العالم على السيارات الجديدة والكهربائية، تبرز الإمارات العربية المتحدة كلاعب رئيسي في سوق السيارات المستعملة، خصوصًا الكورية الصنع. فقد أظهرت بيانات حديثة لوكالة يونهاب الكورية أن الإمارات احتلت موقعًا متقدمًا ضمن أبرز الوجهات العالمية لصادرات السيارات الكورية المستعملة خلال عام 2025.
وخلال الفترة من يناير وحتى أكتوبر، بلغ إجمالي قيمة السيارات الكورية المستعملة المصدرة إلى الإمارات حوالي 337 مليون دولار، ما يعكس توجه السوق نحو السيارات المستعملة ذات المواصفات العالية والقيمة الجيدة، مقارنة ببعض الأسواق الأخرى التي تركز على السيارات منخفضة السعر. ويعكس هذا التوجه وعي المستهلك ونضج السوق الإماراتي في اختيار السيارات المستعملة.
ويأتي ذلك في سياق عام استثنائي لصادرات كوريا الجنوبية من السيارات المستعملة، حيث ارتفعت قيمتها بنسبة تزيد عن 80% مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى نحو 8.4 مليارات دولار خلال أول 11 شهرًا من 2025. في المقابل، شهدت صادرات السيارات الجديدة تباطؤًا طفيفًا، ما يعزز مكانة السيارات المستعملة كركيزة أساسية في تجارة كوريا الجنوبية للسيارات.
وبجمع صادرات السيارات الجديدة والمستعملة معًا، بلغ إجمالي صادرات كوريا الجنوبية 64.7 مليار دولار، استحوذت السيارات المستعملة وحدها على نحو 12.7% من هذا الإجمالي، أي أكثر من ضعف حصتها في العام الماضي، بينما تراجعت صادرات السيارات الجديدة بنسبة 4.2% نتيجة عوامل متعددة تشمل الرسوم الجمركية الأميركية وتوسع شركات كبرى مثل هيونداي في الإنتاج خارج كوريا.
ويعود الإقبال العالمي المتزايد على السيارات الكورية المستعملة إلى جودة التصنيع العالية، والتطور التقني المستمر، بالإضافة إلى السمعة القوية للعلامات الكورية في الأسواق الخارجية، إلى جانب تأثير ضعف الوون الكوري الذي جعل الأسعار أكثر جاذبية للمشترين.
بالنسبة للإمارات، تؤكد هذه الأرقام على مكانتها ليس فقط كسوق مستهلك للسيارات المستعملة، بل كمركز إقليمي مهم للسيارات عالية الجودة، يخدم الطلب المحلي ويدعم إعادة التصدير إلى باقي أسواق الشرق الأوسط. ومع التحولات المستمرة في تجارة السيارات عالميًا، يبدو أن دور الإمارات في هذا القطاع مرشح لمزيد من النمو خلال السنوات المقبلة.