تفاجئ تسلا العالم مجددًا بخبر جديد حول سيارتها المستقبلية “سايبركاب”، التي كان يُفترض أن تكون أول سيارة من إنتاج الشركة بدون عجلة قيادة أو دواسات، أي ذاتية القيادة بالكامل. إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى أن تسلا قد تضطر لإعادة عجلة القيادة إلى المقصورة، في خطوة تعكس العقبات القانونية والتقنية التي تواجه حلم القيادة الذاتية الكاملة.
منذ الإعلان عنها، أثارت سايبركاب جدلًا واسعًا باعتبارها سيارة روبوتية بمقعدين تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وكان من المقرر أن تُباع بسعر يبدأ من 30 ألف دولار لتكون الأرخص في فئتها. لكن القوانين الأمريكية التي تفرض قيودًا على إنتاج السيارات دون أدوات تحكم أجبرت الشركة على إعادة النظر في خطتها، إذ تسمح اللوائح الحالية بإنتاج عدد محدود من هذه السيارات سنويًا فقط.
رئيسة مجلس إدارة تسلا، روبين دينهولم، أكدت أن الشركة مستعدة لتكييف التصميم إذا تطلب الأمر، قائلة إنهم سيضيفون عجلة القيادة والدواسات عند الحاجة. هذا الموقف يعكس إدراك الشركة لصعوبة تحقيق القيادة الذاتية الكاملة في الوقت الراهن، خاصة وأن تقنيات المستوى الخامس لم تصل بعد إلى النضج المطلوب. وحتى الآن، تعمل سيارات تسلا بنظام “القيادة الذاتية الجزئية” الذي لا يزال يحتاج إلى تدخل السائق في المواقف المعقدة.
ويرى بعض المحللين أن مشروع سايبركاب لا يتوقف عند هذا الحد، بل قد يتحول إلى طراز جديد باسم “تسلا موديل 2”، وهو سيارة كهربائية صغيرة واقتصادية بمقعدين وسعر منخفض يستهدف فئة أوسع من المستخدمين. بهذا التحول، قد تركز تسلا مؤقتًا على إنتاج سيارة ميسورة التكلفة بدلًا من التسرع في طرح سيارة بلا أدوات تحكم.
ورغم محاولات إيلون ماسك استخدام نفوذه لتخفيف القيود التنظيمية على المركبات الذاتية، لا تزال الجهات الأمريكية متمسكة بأولوية السلامة على الابتكار. وهكذا، تجد تسلا نفسها أمام خيارين: إما التكيّف مع القوانين وإضافة عجلة القيادة، أو الانتظار حتى تسمح الظروف القانونية بإطلاق السيارة كما كانت تُخطط. مشروع سايبركاب يعبّر بوضوح عن فلسفة تسلا القائمة على الطموح والتجريب، لكنه أيضًا يذكّر بأن الطريق نحو القيادة الذاتية الكاملة ما زال طويلًا ومليئًا بالتحديات.